الأهلي والزمالك يحترقان.. ماذا تفعل؟

القاهرة - ماذا لو احترق النادي الأهلي، أو نادي الزمالك.. هل سيستمر الحريق 9 ساعات كما استمر حريق البرلمان المصري حتى فجر اليوم 20 أغسطس 2008، ويذهب الجميع للنوم غير مبالين ليسألوا في الصباح "طفوها ولا لسه؟"، أم سيتزاحم المصريون لإنقاذ ناديهم الذي يحبونه بدلا من التهكم على احتراق البرلمان -كما حدث أمس الثلاثاء- "لأنه أحرق جيوبهم بقوانين الغلاء والظلم"؟
ما هو رد فعلك لو كنت أهلاويا أو زملكاويا إذا احترق ناديك.. هل ستقف متفرجا متندرا ساخرا غير مبال، أم ستبادر -بحماسة أكبر- للمشاركة في إطفاء الحريق، ولا تنام إلا إذا اطمأننت على سلامة ما تحب وتثق وتضحي في سبيله؟
هل صحيح أن المواطن يستقبل احتراق أو تضرر مبنى حكومي مثل البرلمان، أو مجلس الوزراء، أو مصلحة الضرائب، أو حتى سجن، أو مقر شرطة بلا مبالاة، وربما بإطلاق النكات والسخرية تعبيرا عن الرضا الضمني؛ لأنه يعتبر في قرارة نفسه أن بعض هذه الأماكن مصدر شقائه وتكبيله بحزمه من القوانين التي تثقل كاهله، وتهدر كرامته وآدميته؟ وهل هذا مرض نفسي أم تنفيس طبيعي للغضب والكبت من السلطة؟
وهل يفعل المواطن الشيء نفسه لو كان ما يحترق أمامه، أو يتعرض للخطر منزله، أو مصدر رزقه، أو ناد يحبه أو "مترو" يستقله كل يوم في تنقلاته، أم يقتحم النيران ويشارك بفاعلية أكبر، بدل المشاهدة السلبية، وإطلاق النكات الساخرة من قبيل أن قرارات البرلمان التي أحرقت جيوب المصريين احترقت بدعوات الفقراء، وأن ما حدث استجابة ربانية لدعوات من اكتووا بنار قرارات البرلمان الذي تسيطر عليه الحكومة؟!
من نحاسب؟
وماذا بعد إطفاء الحريق وتجاوز الكارثة.. هل سيكون رد فعل الجماهير في الحالتين واحدا.. هل ستطالب مثلا بعزل مجلس إدارة ناديك الذي تشجعه؛ لأنه أهمل في توفير وسائل الأمان الصناعي لحماية النادي ومنشآته؟ وهل يمكنك أن تطالب بذات القصاص من المسئولين الحكوميين الذين تسبب إهمالهم في هذه الكارثة؟
هل ستطالب بمحاسبة المسئولين عن هذه الكارثة وتسأل أين ذهبت الأموال المخصصة للأمن الصناعي والتدريب وأجهزة الإطفاء أم تكتفي بالسخرية والتندر ومصمصة الشفاه بأن "الأموال التي ستخصص لإصلاح ما احترق وتحول لرماد سوف تحصلها الحكومة.. كده كده.. من جيوب مواطنيها، ولن يغرم الأثرياء شيئا، بل ربما يزدادون ثراء؛ لأن شركاتهم (شركات الوزراء وكبار المسئولين من رجال الأعمال) هي من ستتولى إعادة تشييد ما انهار واحترق.. وبأموال دافعي الضرائب البسطاء؟!".

ليست هناك تعليقات: